من الاحتياج للإشباع رحلة طويلة لا تنتهي يمر بها كل كائن حي بدرجات متفاوتة وهدف دنيوي جسدي في مظهره الواضح وروحي بمكنونها وتمثل قاعدة هرم ماسلو الشهير .لكننا نغض الطرف عن هذا المكون ونركز علي إلحاح الاحتياج الجسدي المباشر المعتاد رغم تكراره وتفاوت درجاته بين الحين والآخر لنظل في حلقته ندور بقوي الجذب البشري وتأثير التربية المجتمعية .
رويدا رويدا تزداد الحلقة اتساعا وتطرد في طريقها مسارات الرضا والسلام النفسي ومن هنا تبدأ المعاناة.
فكل ما نملتكه مهما تعددت أشكاله وأوزانه لن يحقق الاشباع بصورته الكلية.
عزيزي القارئ لا تتعجل.. هذه مقدمة لابد منها واستهلال لنقترب معا من مفهوم العفة الذي يحمل في طياته التنزه والكف عن الخطأ والحرام والاستغناء عن الناس .
فهل تقتصر العفة بذلك علي منعك لنفسك عن الإتيان بالحرام كالسرقة والزنا وغيرها من الشهوات المتولدة من احتياج ملح ووقتي لرغبة جسدية.
إم يمتد للسان لا ينطق بالفحش فتعفه عن السوء، وبصر لا يمتد لما في يد غيرك فتعفه عن الطمع، ويد لا تتطاول علي غيرها بعنف أو قسوة فتعفها عن ايذاء غيرك، وسؤال فضولي لا تطرحه فتعف غيرك عن الضيق منك وتعف نفسك عن إفساد علاقاتك.
وهنا نهمس لكل زوج/زوجة، أب/أم أن إشباع احتياجات الطرف الثاني وأطفالك تحتاج أن تعفهم معنويا وجسديا بالتقدير والتحفيز والاحساس بالأمان والود والسلام الأسري ، فتحولك لماكينة صرف لن تشبع النفوس واقتناص حقوقك الشرعية وفرضها لن يبقي للود مساحة .