حين تتحول السلطة إلى أداة لأكل حقوق الناس
كتبت شيرين كمال
في كل مجتمع يوجد أشخاص يتقلدون مناصب أو يتمتعون بسلطات معينة، يفترض أن يستخدموها لحماية حقوق الآخرين وخدمتهم، لا لاستغلالهم. لكن للأسف، هناك من يستغل هذه السلطة لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب الضعفاء، فيمارس الظلم، ويأكل حقوق الناس بلا وازع من ضمير.
الشخص الذي يملك سلطة ويأكل حقوق الآخرين يتحول تدريجيًا من قائد إلى مستبد، ومن مسؤول إلى لصّ، يغطي سرقاته بشعارات مزيفة وقرارات جائرة. يستخدم نفوذه في التلاعب بالقوانين، ويعتمد على خوف الناس وجهلهم أحيانًا ليضمن عدم محاسبته، فيتمادى في ظلمه ويستبيح ما ليس له.
الأسوأ من ذلك أن هذا السلوك يهدم الثقة في المجتمع، ويزرع الإحباط بين الناس، ويخلق حالة من الكراهية وفقدان الأمل. حين يرى الناس أن القوي يظلم بلا رادع، يشعرون بأن العدالة ماتت، وأن حقوقهم في مهب الريح، فينتشر اليأس ويضعف انتماء الأفراد لمجتمعهم.
لكن ما يجب أن يدركه كل من يستغل سلطته أن دوام الحال من المحال، وأن الحق لا يضيع مهما طال الزمان. قد يفلت الظالم من العقاب لفترة، لكنه في النهاية سيقف أمام الناس، أو أمام الله، ليحاسب على كل ظلم ارتكبه.